رحلة العواشر الى صطاف، القدس والاقصى

رحلة العواشر الى صطاف، القدس والاقصى

رحلة العواشر إلى صطاف، القدس، والأقصى كانت رحلة مليئة بالمغامرات والذكريات الجميلة التي لا تُنسى. انطلقت الرحلة في صباح يوم مشمس من مدرسة العواشر مع طلاب الصف العاشر برفقة معلميهم وأولياء أمورهم، في جو من الحماس والفضول لاستكشاف مناطق تاريخية ودينية عظيمة. كانت أولى محطات الرحلة هي قرية صطاف المهجرة، وهي إحدى القرى الفلسطينية التي تُعد شاهدة على المعاناة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني نتيجة للتهجير القسري خلال النكبة.

عند الوصول إلى قرية صطاف، بدأ الجميع في جولة ميدانية استهدفت زيارة المواقع الأثرية والبيوت القديمة التي تعود إلى فترة ما قبل النكبة. كان المنظر الطبيعي المحيط بالقرية يأخذ الأنفاس، إذ كانت الأشجار الخضراء والمروج الواسعة تزين المكان، مما جعل الجميع يتأمل في تاريخ هذه القرية التي كانت تعد من بين القرى المزدهرة في فلسطين قبل تهجير أهلها. خلال الجولة، قام أحد المعلمين بشرح تاريخ القرية ومعاناة أهلها، حيث تعرضوا لعمليات التهجير القسري في عام 1948، وتركوا وراءهم أرضًا وعمرانًا كانت تشهد على حياة مليئة بالسلام والمودة. كانت هذه الزيارة فرصة للطلاب لكي يشعروا بعراقة التاريخ الفلسطيني ويستشعروا معاناة الأجداد.

بعد مغادرة قرية صطاف، استأنف الطلاب رحلتهم في اتجاه مدينة القدس، التي تعتبر قلب فلسطين النابض، ومحطة مهمة لكل شخص يبحث عن الروحانية والتاريخ. عند الوصول إلى القدس، بدأ الطلاب في التجول داخل أسوار البلدة القديمة، حيث كان لكل زاوية في المدينة قصة ترويها. مرّوا عبر باب العامود، الذي يُعد أحد أبرز معالم القدس القديمة، وشرح لهم المعلمون حول أهمية هذا الباب الذي كان يعد المدخل الرئيسي للمدينة عبر العصور المختلفة. كانت المدينة تنبض بالحياة، حيث أعداد كبيرة من الزوار والحجاج المسيحيين والمسلمين، وتنوعت الأجواء بين الأسواق الشعبية والشوارع الضيقة التي تحمل طابعًا قديمًا.

ثم كانت المحطة الأهم في الرحلة، وهي زيارة المسجد الأقصى، الذي يمثل واحدًا من أقدس الأماكن في العالم الإسلامي. لدى وصولهم، كانت أجواء المسجد الأقصى روحانية للغاية، حيث استشعر الطلاب في قلوبهم أجواء الصلاة والدعاء في هذا المكان المبارك. دخلوا إلى رحاب المسجد، وتجولوا في ساحاته الواسعة، ورفعوا أكفهم بالدعاء. ثم قام أحد المرشدين بتقديم شرح مفصل عن تاريخ المسجد الأقصى، بدءًا من بناء المسجد في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، مرورًا بمراحل تجديده وتطويره عبر العصور المختلفة، وصولًا إلى التحديات التي يواجهها اليوم.

استمتع الطلاب بالصلاة في الأقصى، وبعضهم قام بأخذ صور تذكارية له ولرفاقه أمام قبة الصخرة المشرفة. كما تجاذبوا أطراف الحديث حول أهمية الحفاظ على المسجد الأقصى كمكان مقدس، وأهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات التي يواجهها هذا الموقع في ظل الاحتلال.

7 months ago